الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
صفية خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. روت عنها أمة الله بِنْت رزينة في الكسوف مرفوعاً. أخرجها أبو عُمر مختصراً. صفيّة بِنْت شيبة بن عُثْمان العَبْدرية، من بني عَبْد الدار. اختلف في صحبتها. روى عنها عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن أبي ثور، وميمون بن مهران. أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن مُحَمَّد بن جعفر بن الزبير، عن عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن أبي نور، عن صفية بِنْت شيبة قالت: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما اطمأن بمَكَّة عام الفتح، طاف على بعير يستلم الحجر بِمِحْجَنٍ في يدهن، ثم دخل الكعبة فو جد فيها حمامة عيدانٍ فكسرها، ثم قام على باب الكعبة وأنا أنظر، فرمى بها. وروى عنها ميمون بن مهران: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم تزوج ميمونة، وهما حلالان. أخرجها الثلاثة. صفية بِنْت عَبْد المُطَّلِب بن هاشم بن عَبْد مناف القُرَشِيَّة الهاشمية، عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي أم الزبير بن العوّام، وأمها هالة بِنْت وهيب بن عَبْد مناف بن زهرة، وهي شقيقة حمزة والمقوَّم وحجْل بني عَبْد المُطَّلِب.
لم يختلف في إسلامها من عمّات النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، واختلف في عاتِكَة وأَرْوَى، والصحيح أنه لم يسلم غيرها، كانت في الجاهلية قد تزوجها الحَارِث بن حرب بن أميَّة بن عَبْد شمس، أخو أبي سُفْيان بن حرب، فمات عنها، فتزوجها العوام بن خويلد، فولدت له الزبير وعَبْد الكعبة، وعاشت كثيراً، وتوفيت سنة عشرين في خلافة عُمر بن الخطاب، ولها ثلاث وسبعون سنة. ودفنت بالبقيع، وقيل: إن العوام تزوجها أولاً، وليس بشيء، قاله أبو عُمر. ولما قتل أخوها حمزة وجدت عليه وجداً شديداً، وصبرت صبراً عظيماً. أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري وعاصم بن عُمر بن قتادة ومُحَمَّد بن يحيى بن حبان، والحصين بن عَبْد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن سعد بن مُعاذ، وغيرهم من علمائنا، عن يوم أحد وقتل حمزة، قال: فأقبلت صفية بِنْت عَبْد المُطَّلِب تنظر إلى حمزة بأحد، وكان أخاها لأمها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لابنها الزبير: "الْقَها فارْجِعْها، لا ترى ما بأخيها". فلقيها الزبير وقال: أيْ أمه، إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يامرك أن ترجعي. قالت: ولِمَ، فقد بلغني أنه مثّل بأخي، وذاك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأصبرنَّ ولأحتسبنّ إن شاء الله. فلما جاء الزبير إليه فأخبره قول صفية قال: خلِّ سبيلها. فأتته فنظرت إليه واسترجعت واستغفرت له ثن أمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فدفن. قال وحدثنا بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عَبْد الله بن الزبير، عن أبيه قال: كانت صفية بِنْت عَبْد المُطَّلِب في فارع حصن حسان بن ثابت، يعني في وقعة الخندق قالت: وكان حسان معنا في الحصن مع النساء والصبيان حيث خندق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالت صفية: فمرّ بنا رجلٌ يهوديٌ فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمسلمون في نحور عدوِّهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم إن أتانا آتٍ، قالت: فقلت: يا حسان، إن هذا اليهوديّ يُطَوِّفُ بالحصن كما ترى، ولا أمنه أن يدل على عوراتنا من ورائنا من يهود، فانزل إليه فاقتله. فقال: يغفر الله لكِ يا ابنة عَبْد المُطَّلِب! والله لقد عرفتِ ما أنا بصاحب هذا! قالت صفية: فلما قال ذلك، ولم أر عنده شيئاً، احتجزت وأخذت عموداً ونزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن فقلت: يا حسان، انزل فاسلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلاّ أنه رجل. فقالا: ما لي بسلبه حاجة يا ابنة عَبْد المُطَّلِب. قال يونس: وحدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن صفية بِنْت عَبْد المُطَّلِب، مثله ونحوه، وزاد فيه: وهي أول امْرَأَة قتلت رجلاً من المشركين. أخرجها الثلاثة. صفيَّةُ بِنْت أبي عُبَيْد، أخت المختار بن أبي عُبَيْد الثقفي. تقدم نسبها عند ذكر أبيها. أدركت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي امْرَأَة عَبْد الله بن عُمر بن الخطاب، لا يصح لها سماع من النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، روى عنها نافع. أخرجها الثلاثة. صفية بِنْت عُمر بن الخطاب العَدَوية، أوردها الطبراني في الصحابة. أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم قال أبو موسى: وأخبرنا أبو العَبَّاس، أخبرنا أبو بكر قالا: حدثنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا مُحَمَّد بن عُثْمان بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن سهل الحَنّاط، حدثنا مُحَمَّد بن سهل الأسدي، حدثنا شريك، عن عَبْد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن صفية بِنْت عُمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت مع النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم خيبر. أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو موسى. صفية بِنْت محمية بن جَزْءٍ الزَّبِيديّ، امْرَأَة الفضل ابن العَبَّاس. لها ذكر في الحديث. صفية، امْرَأَة من الصحابة، حديثها عند أهل الكوفة. روى عنها مسلم بن صفوان. أخرجها أبو عُمر. صفية امْرَأَة من الصحابة أيضاً. روى عنها إسحاق بن عَبْد الله بن الحَارِث أنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقربت إليه كَتِفاً، فأكل وصلى ولم يتوضأ. أخرجها أبو عُمر أيضاً. الصَّمَاءُ بِنْت بُسْرٍ المازنية، من مازن بن منصور، أخت عَبْد الله بن بسر. قاله أبو عُمر. وقيل: الصماء أخت بسر. قاله أبو نعيم، والأول أصح. أخبرنا إبراهيم بن مُحَمَّد وغير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى السلمي قال: حدثنا حُمَيد بن مسعدة، حدثنا سُفْيان بن حبيب بن ثَور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عَبْد الله بن بسر، عن أخته: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " لا تصوموا يوم السبت إلاّ فيما افترض عليكم، فإن لم يجد أحدكم إلاّ لحاء عنبة أو عود شجرة، فليمضغه". رواه فضيل بن فضالة، عن عَبْد الله فقال: عن خالته. ورواه أبو داود السجستاني عن يزيد بن قَيْس من أهل جبلة، عن الوليد، عن ثور فقال: عن أخته الصماء. قلت: قال أبو عُمر في بسر بن أبي بسر والد عَبْد الله: روى عنه ابنه، وليس من الصماء في شيء. وقد جعله ها هنا أخاها. صميتة الليثيّة، من بني ليث بن بكر بن عَبْد مناة بن كنانة. أخبرنا يحيى إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عَبْد الله بن صالح، حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن عتبة، عن صميتة وكانت في حجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه من يموت بها أشفع له وأشهد له". ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري وقال: كانت يتيمة في حجر عائشة، ورواه يونس عن الزهري، عن عُبَيْد الله، عن صفية بِنْت أبي عُبَيْد، عن صميتة. ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري، عن عُبَيْد الله، عن صفية بِنْت أبي عُبَيْد، عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. أخرجها الثلاثة. ضباعة بِنْت الحَارِث الأنْصارِيَّة، أخت أم عطية. روت عنها أم عطية في ترك الوضوء مما غيَّرت النار. أخرجها أبو عُمر مختصراً، وأما ابن منده وأبو نعيم فلم يخرجا هذه في ترجمة مفردة، بل ذكرا حديثهما في ترك الوضوء مما غيرت النار، في ترجمة ضباعة بِنْت الزبير بِنْت عَبْد المُطَّلِب بعد حديث الاشتراط في الحج ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى. روى أبو نعيم عن الطبراني، عن علي بن عَبْد العزيز، عن خلف بن موسى بن خَلَف العَمِّي، عن أبيهن عن قتادة، عن إسحاق بن عَبْد الله الهاشمي، عن أم عطية، عن أختها ضباعة، أنها رأت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أكل كَتِفاً ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضّأ. وقال: رواه مُحَمَّد بن المثنى، عن خلف بن موسى، عن أبيه، مثله، عن أم عطية عن أختها. وقال: ورواه إسحاق بن زياد، عن خلف، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي المليح، عن إسحاق، عن أم عطية. وهو وهم، وقال: ورواه همام، عن قتادة، عن إسحاق أن جدته أم حكيم حدثته عن أختها ضباعة. وقال أبو نعيم، أخبرنا ابن حمدان، حدثنا الحسن بن سُفْيان، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن إسحاق بن عَبْد الله بن الحَارِث: أن جدته أم حكيم حدثته، عن أختها ضباعة بِنْت الزبير: أنها رفعت للنبي صلّى الله عليه وسلّم لحماً فانتهش منه ثم صلّى ولم يتوضّأ. وهذا جميعه يدل على أن الترجمة الأولى، وأن أبا عُمر حيث رأى يروي عنها أختها أم عطية، وأم عطية أنصارية، ظنهما اثنتين، فإن بِنْت الزبير قرشية، فجعلهما اثنتين والصحيح أنهما واحدة، فإن أم حكيم هي بِنْت الزبير، وهي أخت ضباعة بِنْت الزبير، والله أعلم. ضباعة بِنْت الزبير بن عَبْد المُطَّلِب بن هاشم القُرَشِيَّة الهاشمية، ابنة عم النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. كانت زوج المقداد بن عَمْرو فولدت له عَبْد الله وكريمة، قتل عَبْد الله يوم الجمل مع عائشة رضي الله عنها. روى عن ضباعة ابن عباس، وجابر وأنس، وعائشة، وعروة، والأعرج. أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم إلى مُحَمَّد بن عيسى قال: حدثنا زياد بن أيوب البغدادي، عن عباد بن العوام، عن هلال بن خَبّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن ضباعة بِنْت الزبير أتت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وقالت: يا رسول الله، إني أريد الحج، أفأشترط? قال: "نعم". قالت: كيف أقول? قال: "قولي: لبَّيْكَ اللهمَّ لبَّيك، لبيك مَحِلّي من الأرض حيث تحبِسُني". ضباعة بِنْت عامر بن قرط العامرية، أسلمت بمَكَّة. أخبرنا أبو موسى إجازة، حدثنا أبو علي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا مُحَمَّد بن أحمد، حدثنا مُحَمَّد بن عُثْمان بن أبي شيبة، حدثنا منجاب، أخبرنا عَبْد الله بن الأجلح، عن الكلبي، أخبرني عَبْد الرَّحْمَن العامري، عن أشياخ من قومه قالوا: أتانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن بعكاظ، فدعانا إلى نصرته ومنعته فأجبناه، إذا جاء بيْحَرة بن فراس القُشَيري، فغمز شاكلة ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقمصَت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فألقته، وعندنا يومئذ ضباعة بِنْت قُرط كانت من النسوة اللاتي أسلمن بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمَكَّة، جاءت زائرة إلى بني عمها فقالت: يا آل عامر ولا عامر لي أيسمع هذا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أظهركم، لا يمنعه أحد منكم?! فقام ثلاثة من بني عمها إلى بيحرة فأخذ كل رجل منهم، رجلاً فجلد به الأرض، ثم جلس على صدره، ثم علقوا وجهه لطماً، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اللهم بارك على هؤلاء"، فأسلموا وقتلوا شهداء. أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو موسى. الضحاك بِنْت مَسْعود، أخت حويصة ومحيصة ابني مَسْعود. روى يزيد بن عياض، عن سهل بن عَبْد الله، عن سهل بن أبي حَثْمة: أن الضحاك بِنْت مَسْعود خرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين غزا خيبر... الحديث. أخرجها ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: كذا ذكرها المتأخر يعني ابن منده وهي أم الضحاك، وستذكر في الكنى إن شاء الله تعالى. طرية جارية حسان بن ثابت. ذكرها عَبْد الله بن عباس. روى ابن وهب، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن أبيه، عن حسين بن عَبْد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أمر حسان بن ثابت جاريته طرية وناس عنده سِماطين بفناء أَطَمَةِ فارع فمر بهم النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم يامرهم ولم ينههم. أخرجها ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكرها المتأخر، وأخرج حديث ابن أبي أويس هذا. وروى أبو نعيم حديث يونس بن مُحَمَّد، عن ابن أبي أويس، عن حسين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بحسان ومعه أصحابه سماطين وجارية له يقال لها سيرين، تختلف بين السماطين، وهي تغنيهم، فلم يامرهم ولم ينههم. طُعيمة بِنْت جُريج. لها ذكر وليس لها حديث. أخرجها ابن منده. طُفية بِنْت وهب، أم أبي موسى الأشعري. أسلمت وهاجرت. قال المستغفري: ذكرها ابن قتيبة في كتاب المعارف. وقال الطبراني: أسلمت وماتت بالمدينة. طليحة بِنْت عَبْد الله التي كانت عند رُشيد الثقفي فطلقها ونَكَحت في عدتها. ذكر الليث عن الزهري: أنها بِنْت عُبَيْد الله. أخرجها أبو عُمر مختصراً. ظبية بِنْت البراء بن معرور، امْرَأَة أبي قتادة الأنصاريّ. روت عَبْدة بِنْت عَبْد الرَّحْمَن بن مصعب بن ثابت بن عَبْد الله بن أبي قتادة قالت: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبي قتادة: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لظبية بِنْت البراء بن معرور، امْرَأَة أبي قتادة: "ليس عليكن جُمُعةٌ ولا جهاد" فقالت: علمني يا رسول الله تسبيح الجهاد. فقال: "قولي. سبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد". أخرجها ابن منده وأبو نعيم.
ظبية بِنْت وهب امْرَأَة من عَكّ ماتت بالمدينة مسلمة، قاله هشام بن الكلبي. وذكر أبو أحمد العسكري في ترجمة أبو موسى الأشعري قال: وأمه ظبية بِنْت وهب من عكّ، أسلمت وماتت بالمدينة. وقيل فيها: طُفْيَة. وقد تقدمت في الطاء، والله أعلم. عاتِكَة بِنْت أسيد بن أبي العَيْص بن أميَّة بن عَبْد شمس القُرَشِيَّة الاموِيَّة أخت عُتاب بن أسيد. أسلمت يوم الفتح، لها صحبة ولا تعرف لها رواية. قاله ابن إسحاق. روى الزبير عن مُحَمَّد بن سلام قال: أرسل عُمر بن الخطاب إلى الشفاء بِنْت عَبْد الله العدوية. أن أُغدي علي. قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتِكَة بِنْت أسيد ببابه، فدخلنا فتحدثنا ساعة، فدعا بنمط فأعطالها إياه، ودعا بنمط دونه فأعطانيه، قالت: فقلت: تَرِبَتْ يداكَ يا عُمر! أنا قبلها إسلاماً، وأنا ابنة عمك وأرسلت إليّ وجاءتك من قبل نفسها?! فقال: ما كنت رفعت ذلك إلا لكِ، فلما اجتمعتما ذكرت أنها أقرب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منكِ. أخرجها أبو عُمر، وأبو موسى. عاتِكَة بِنْت خالد بن منقذ بن ربيعة. وقيل: عاتِكَة بن خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حُبْشيَّة بن سلول بن كعب بن عَمْرو بن ربيعة الخزاعية، وهي أم معَبْد، كنيت بابنها معَبْد، وكان زوجها أكثم بن أبي الجون الخزاعي، وهو أبو معَبْد. وهي التي نزل بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما هاجر إلى المدينة، وحديثه معها مشهور، وذلك المنزل يعرف اليوم بخيمة أم معَبْد. روى عَبْد الملك بن وهب المذحجي، عن الحر بن الصياح النخعي، عن أبي معَبْد الخزاعي، عن أم معَبْد قالت: نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى شاة في كسر البيت فقال: "ما هذه الشاة يا أم معَبْد?" قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: "هل لها من لبن?" قالت: هي أجهد من ذلك. قال: "أتأذنين أن أحلبها". قالت: نعم بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حَلَبَاً فاحلبها. فمسح ضرعها وذكر اسم الله، ودعا بإناء يُرْبِضُ الرَّهْطَ، فحلب فيه فسقاها حتى رويت، وسقى أصحابه فشربوا حتى رووا وشرب آخرهم وقال: "ساقي القوم آخرهم شرباً". فشربوا جميعاً عَللاً بعد نَهَل حتى رضوا. أخرجها الثلاثة. عاتِكَة بِنْت زيد بن عَمْرو بن نُفيل القُرَشِيَّة العدوية. تقدم نسبها عند أخيها سعيد بن زيد. وهي ابنة عم عُمر بن الخطاب، يجتمعان في نفيل. كانت من المهاجرات إلى المدينة، وكانت امْرَأَة عَبْد الله بن أبي بكر الصديق، وكانت حسناء جميلة، فأحبها حباً شديداً حتى غلبت عليه وشغلته عن مغازيه وغيرها، فامره أبوه بطلاقها، فقال: وإنَّ فِراقي أهلَ بيتٍ جمعْتُهـم ** على كِبَرٍ منّي لإحدى العظائمِ
أراني وأهلي كالعَجولِ تروّجَتْ ** إلى بَوِّها قبل العِشارِ الـروائمِ فعزم عليه أبوه حتى طلقها، فتبعتها نفسه، فسمعه أبو بكر يوماً وهو يقول: أعاتِكُ لا أنساكَ مـا ذرَّ شـارِقٌ ** وما ناحَ قُمْريُّ الحَمام المُطَوَّقُ ولم أر مثلي طلَّقَ اليومَ مثلَـهـا ** ولا مثلَها في غير جُرْمٍ تُطلَّـقُ
لها خُلُقٌ جَزْلٌ، ورأي ومَنْصِبٌ ** وخَلْقٌ سَويٍّ في الحياء ومَصْدَقُ فرقّ له أبوه وأمره فارتجعها، ثم شهد عَبْد الله الطائف مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فرُمي بسهم فمات منه بالمدينة، فقالت عاتِكَة ترثيه: فآليتُ لا تنـفـكُّ عـينِـي حـزينةً ** عليكَ، ولا ينفكُّ جِـلـدي أغـبـرا
فلله عيناً منْ رأى مثـلَـه فـتـىً ** أكَرَّ وأحمى في الهَياج وأصـبـرا
إذا شُرِعَتْ فيه الأسِنَّةُ خـاضـهـا ** إلى الموت حتى يتركَ الرُّمحَ أحمرا
فتزوجها زيد بن الخطاب، وقيل: لم يتزوجها، وقتل عنها يوم اليمامة شهيداً، فتزوجها عُمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة، فأولم عليها، فدعا جمعاً فيهم علي بن أبي طالب، فقال: يا أمير المؤمنين، دعني أكلم عاتِكَة. قال: فافعل. فأخذ بجانبي الباب وقال: يا عُدَيَّة نفسها، أين قولك: فبكت، فقال عُمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن? كل النساء يفعلن هذا. فقال: قال الله تعالى: "يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" فقتل عنها عُمر، فقالت ترثيه: قل لأهل الضَّرَّاءِ والبؤسِ: موتوا ** قد سقَتْهُ المَنونُ كأسَ شَعـوبِ ثم تزوجها الزبير بن العوام، فقتل عنها، فقالت ترثيه: يا عَمْرو، لو نبهته لـوجـدتـه ** لا طائشاً رَعْشَ الجِنانِ ولا الـيدِ
كم غمرةٍ قد خاضها لـم يثـنـهِ ** عنها طِرادُكَ يا ابن فَقْعِ القَرْدَدِ
ثكلتكَ أمكَ إنْ ظَفِرْتَ بمـثـلـه ** ممن مضى، ممن يروح ويغتدي
واللهِ ربِّكَ إنْ قتلْتَ لمسـلـمـاً ** حلَّتْ عليكَ عقوبةُ المُتَـعَـمِّـدِ ثم خطبها علي بن أبي طالب، فقالت: يا أمير المؤمنين، أنت بقية الناس وسيد المسلمين، وإني أنفس بك عن الموت. فلم يتزوجها، وكانت تحضر صلاة الجماعة في المسجد، فلما خطبها عُمر شرطت عليه أنه لا يمنعها عن المسجد ولا يضربها، فأجابها على كره منه، فلما خطبها الزبير ذكرت له ذلك، فأجابها إليه أيضاً. فلما أرادت الخروج إلى المسجد للعشاء الآخرة شق ذلك عليه ولم يمنعها، فلما عيل صبره خرج ليلة إلى العشاء وسبقها، وقعد لها على الطريق بحيث لا تراه، فلما مرت ضرب بيده على عجزها، فنفرت من ذلك ولم تخرج بعد. أخرجها الثلاثة. عاتِكَة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بن هاشم القُرَشِيَّة الهاشمية، عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. اختلفت في إسلامها، فقال ابن إسحاق وجماعة من العلماء: لم يسلم من عمات النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم غير صفية. وكانت عاتِكَة عند أبي أميَّة بن المغيرة المخزومي أبي أم سلمة، وهي أم ابنه عَبْد الله بن أبي أميَّة، وأم زهير وقريبة. روت عنها أم كُلْثُوم بِنْت عُقْبَة بن أبي معيط وغيرها. أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني حسين بن عَبْد الله ابن عُبَيْد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: و حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قال: رأت عاتِكَة بِنْت عَبْد المُطَّلِب فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم ابن عُمر الغفاري على قريش مَكَّة بثلاث ليال رؤيا، فأصبحت عاتِكَة فبعثت إلى أخيها العَبَّاس فقالت: يا أخي، لقد رأيت الليلة رؤيا: ليدخلن على قومك منها شر وبلاء! فقال: وما هي? فقالت: رأيت فيما يرى النائم رجلاً أقبل على بعير له فوقف بالأبطح، فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث. فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم أرى بعيره دخل به المسجد، واجتمع الناس إليه، ثم مثل به بعيره، فإذا هو على رأس الكعبة فقال: انفروا يا آل غدر، لمصارعكم في ثلاث. ثم أرى بعيره مثل به على رأس أبي قبيس فقال: انفروا آل غدر، لمصارعكم في ثلاث. ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل، فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت في أسفله ارفاضَّتْ فما بقيت دار من دور قومك، ولا بيت إلا دخل فيها بعضها. فقال العَبَّاس: اكتميها. قالت: وأنت فاكتمها. فخرج العَبَّاس من عندها فلقي الوليد بن عتبة وكان له صديقاً فذكرها له واستكتمه إياها، فذكرها الوليد لأبيه، فتحدث بها، ففشا الحديث. فقال العَبَّاس: والله إني لغادٍ إلى الكعبة لأطوف بها، فإذا أبو جهل في نفر يتحدثون عن رؤيا عاتِكَة، فقال أبو جهل: يا أبا الفضل متى حدثت فيكم هذه النَّبِيّة? فقلت: وما ذاك? قال: رؤيا عاتِكَة بِنْت عَبْد المُطَّلِب، أما رضيتم أن تَنبّأ رجالكم حتى تنبأت نساؤكم?! سنتربص بكم الثلاث التي ذكرت عاتِكَة، فإن كان حقاً فسيكون، وإلا كتبنا عليكم كتاباً أنكم أكذب أهل بيت في العرب! فأنكرت وقلت: ما رأت شيئاً. فلما أمسيت لم تبق امْرَأَة من بني عَبْد المُطَّلِب إلا أتتني فقلن: صبرتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم، ثم قد تناول النساء، وأنت تسمع، فلم يكن عنك غيرة?! فقلت: قد والله صدّقتُنَّ، ولأتعرضنّ له، فإن عاد لأكفينَكُنَّهُ. فغدوت في اليوم الثالث أتعرض له ليقول شيئاً أشاتمه، فوالله إني لمقبل نحوه إذ ولّى نحو باب المسجد يشتد، فقلت في نفسي: اللهم العنه، أكلّ هذا فرقاً أن أشاتمه! وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عَمْرو وهو واقف على بعيره بالأبطح، حتى حوّل رحله، وشق قميصه، وجدع بعيره، يقول: يا معشر قريش، اللطيمة اللطيمة، أموالكم أموالكم مع أبي سُفْيان، قد عرض لها مُحَمَّد وأصحابه، الغوث الغوثَ. فشغله ذلك عني، وشغلني عنه، فلم يكن إلا الجهاز، حتى خرجنا إلى بدر، فأصاب قريشاً ما أصابها ببدر، وصدق الله سبحانه وتعالى رؤيا عاتِكَة. أخرجها الثلاثة. عاتِكَة بِنْت عَوْف بن عَبْد عَوْف بن عَبْد الحَارِث بن زهرة القُرَشِيَّة الزهرية، أخت عَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف، وهي أم المِسْوَر بن مَخْزَمَة. هاجرت هي وأختها الشفاء، فهي من المهاجرات. عاتِكَة بِنْت نُعيم بن عَبْد الله العدوية. قاله أبو نعيم. وقال أبو عُمر: الأنْصارِيَّة. روى عَبْد الله بن عُقْبَة، عن أبي الأسود، عن حميد بن نافع، عن زينب بِنْت أبي سلمة، عن عاتِكَة بِنْت نعيم أخت عَبْد الله بن نعيم أنها جاءت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: إن ابِنْتها توفي زوجها، فحدّت عليه، فرمدت رمداً شديداً، وقد خشيت على بصرها، هل تكتحل? قال: "إنما هي أربعة أشهر وعشرٌ، وقد كانت المرأة منكنّ تحد سنةً ثم تخرج فترمي بالبعرة على رأس الحول". وقد روي ولم تسمَّ المرأة. أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن الترمذي قال: حدثنا الأنصاريّ، حدثنا معن، عن مالك، عن عَبْد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم، عن حميد بن نافع، عن زينب بِنْت أبي سلمة، عن أمها أم سلمة قالت: جاءت امْرَأَة إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله، إن ابِنْتي توفي عنها زوجها... وذكر نحوه. ورواه ابن لهيعة، عن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن، عن القاسم بن مُحَمَّد، عن زينب، عن أمها أم سلمة: أن ابنة نعيم بن عَبْد الله العدويِّ أتت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم.. وذكر نحوه. أخرجها الثلاثة. قلت: قول أبي عُمر أنها أنصارية ليس بشيء، إنما هي عدوية، عديّ قريش، وهي ابنة نعيم بن عَبْد الله بن النحام، وهو الصواب. عاتِكَة بِنْت الوليد بن المغيرة المَخْزُومِيَّة، وهي أخت خالد بن الوليد. وهي امْرَأَة صفوان بن أميَّة الجُمَحي، وكان عند صفوان ست نسوة إحداهن عاتِكَة فلما أسلم طلق منهن اثنتين، وبقيت عنده عاتِكَة، فطلقها أيام عُمر بن الخطاب. ويرد تمام الخبر بذلك في أم وهب. أخرجها أبو موسى. العالية بِنْت ظبيان بن عَوْف بن عَبْد بن أبي بكر بن كلاب الكلابية. تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكانت عنده ما شاء الله، ثم طلقها. وقليل من العلماء يذكرها قاله أبو عُمر. وقاله ابن منده، وأبو نعيم: إنه طلقها ولم يدخل بها، وإنها تزوجت قبل أن يحرم الله عَزَّ وجَلّ نساءه ابن عم لها من قومها، فولدت فيهم. وقيل: إنها هي التي رأى بها بياضاً فطلقها.
روى أبو نعيم هذا من حديث سعيد بن أبي عَروبة، وروى عن الزهري: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم طلق العالية بِنْت ظبيان، فتزوجها ابن عم لها، وذلك قبل أن يحرم الله على الناس نكاحُهنّ. وقال يحيى بن أبي كثير: تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم امْرَأَة من ربيعة، يقال لها العالية بِنْت ظبيان، فطلقها حين أدخلت عليه. وقال عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عقيل: تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم امْرَأَة من بني عَمْرو بن كلاب، وفارقها. أخرجها الثلاثة. عائشة بِنْت أبي بكر الصديق، الصديقة بِنْت الصديق أم المؤمنين، زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وأشهر نسائه، وأمها أم رومان ابنة عامر بن عُوَيمر بن عَبْد شمس بن عتّاب بن أذينة بن سُبيع بن دُهمان بن الحَارِث بن غنم بن مالك بن كنانة الكنانية. تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل الهجرة بسنتين، وهي بكر، قال أبو عُبَيْدة، وقيل: بثلاث سنين. وقيل: بأربع سنين. وقيل: بخمس سنين. وكان عُمرها لما تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ست سنين، وقيل: سبع سنين. وبني بها وهي بِنْت تسع سنين بالمدينة. وكان جبريل قد عرض على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صورتها في سَرَقَةِ حرير في المنام، لما توفيت خديجة، وكناها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أم عَبْد الله، بابن أختها عَبْد الله بن الزبير. أخبرنا يحيى بن محمود فيما أذن لي بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدثنا أبي، عن مُحَمَّد بن عَمْرو، عن يحيى بن عَبْد الرَّحْمَن بن حاطب عن عائشة قالت: لما توفيت خديجة قالت خَوْلَة بِنْت حكيم بن الأوقص امْرَأَة عُثْمان بن مَظْعون، وذلك بمَكَّة : أي رسول الله، ألا تزوج? قال: "ومن?" قلت: إن شئت بِكْراً، وإن شئت ثَيِّباً. قال: "فمن البكر?" قلت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بِنْت أبي بكر. قال: "ومن الثيّب?" قلت: سَودة بِنْت زَمَعة بن قَيْس، أمنت بك وابتعتك على ما أنت عليه. قال: "فاذهبي فاذكريهما عليّ". فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان أم عائشة، فقالت: أيْ أم رومان، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك? قالت: أرسلني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخطب عليه عائشة. قالت: ودَدتُ، انتظري أبا بكر، فإنه آت. فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قال: وما ذاك? قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أخطب عليه عائشة. قال: وهل تصلح له، إنما هي بِنْت أخيه. فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: "ارجعي وقولي له أنت أخي في الإسلام، وابِنْتك تصلح لي". فأتت أبا بكر فقال: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فجاء فأنكحه، وهي يومئذ بِنْت ست سنين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن الثيّب?" قالت: سودة بِنْت زمعة. قد أمنت بك وابتعتك. قال: "اذهبي فاذكريها عليّ". قالت: فخرجت فدخلت على سودة فقلت: يا سودة ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك? قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه. قالت: ودَدَت، ادخلي على أبي فاذكري ذلك له قالت: وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فقلت: إن مُحَمَّد بن عَبْد الله أرسلني أخطب عليه سودة. قال: كُفْءٌ كريمٌ، فماذا تقول صاحبتك? قالت: تحب ذلك. قال: ادعيها. فدعتها فقال: إن مُحَمَّد بن عَبْد الله أرسل يخطبك وهو كفءٌ كريم، أفتحبين أن أُزوجك? قالت: نعم. قال: فادعيه لي. فدعته فجاء فزوجها، وجاء أخوها عَبْد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه، وقال بعد أن أسلم. أني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة. أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء حدثنا أبو علي الحداد وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عَبْد الله الحافظ، حدثنا فاروق، حدثنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حبان التمار، حدثنا عَبْد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا سليمان بن بلال، عن أبي طوالة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "فضْلُ عائشة على النِّساء كفضل الثَّريدِ على سائر الطّعام". أخبرنا مُحَمَّد بن سرايا بن علي العدل، والحُسَيْن بن أبي صالح بن فنَّا خسرو، وغيرهما، بإسنادهم عن مُحَمَّد بن إسماعيل: حدثنا عَبْد الله بن عَبْد الوهاب، حدثنا حماد، حدثنا هشام، عن أبيه قال: كان الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقالوا: يا أم سلمة، إن الناس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد من الخير كما تريد عائشة، فمري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يامر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلّى الله عليه وسلّم، قالت: فأعرض عني فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك فقال: "يا أم سَلمة، لا تؤذينَني في عائشة، فإنه والله ما نزلَ عليَّ الوحيُ وأنا في لِحاف امْرَأَة منكُنَّ غيرها". قال: وحدثنا مُحَمَّد بن إسماعيل حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث عن يونس، عن ابن شهاب قال: قال أبو سلمة: إن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوماً: " يا عائشُ، هذا جبريلُ يُقْرِئُكِ السّلام". فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، تَرَى ما لا أَرَى. أخبرنا إسماعيل بن علي، وإبراهيم بن مُحَمَّد، وغيرهما، بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى قال: حدثنا عَبْد بن حميد، حدثنا عَبْد الرزاق، عن عَبْد الله بن عَمْرو بن علقَمة المكي، عن ابن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة: أن جبريل جاء بصورتها في خِرقَةِ حرير خضراء إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: "هذه زوجتُكَ في الدُّنيا والآخرة". قال: وحدثنا مُحَمَّد بن عيسى: حدثنا بَندَار وإبراهيم بن يعقوب قالا: حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا عَبْد العزيز بن المختار، أخبرنا خالد الحذاءُ، عن أبي عُثْمان النَّهدِي، عن عَمْرو بن العاص: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استعمله على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: يا رسول الله، أيُّ الناس أحب إليك? قال: "عائشة". قلت: من الرجال? قال: "أبوها". قال: وحدثنا مُحَمَّد بن عيسى: حدثنا مُحَمَّد بن بشار، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، حدثنا سُفْيان، عن أبي إسحاق، عن عَمْرو بن غالب: أن رجلاً نال من عائشة رضي الله عنها عند عَمَّار بن ياسر، فقال: اعزُبْ مقبوحاً منبوحاً! أتؤذي حبيبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وكان مسروق إذا روى عنها يقول: حدَّثتني الصديقة بِنْت الصديق، البريئة المبرأة. وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض، وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة من أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة. وقال عروة: ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلاً وعلو مجد، فإنها نزل فيها من القرآن ما يُتلى إلى يوم القيامة. ولولا خوف التطويل لذكرنا قصة الإفك بتمامها، وهي أشهر من أن تخفى. أخبرنا مسمار بن عُمر بن العُوَيس، وأبو الفرج مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي العزّ، وغيرهما بإسنادهم عن مُحَمَّد بن إسماعيل: حدثنا مُحَمَّد بن بشار، حدثنا عَبْد الوهاب بن عَبْد المجيد، حدثنا ابن عون، عن القاسم بن مُحَمَّد: أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين تَقْدَمين على فرَطِ صِدْق، على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلى أبي بكر. وروت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كثيراً، روى عنها عُمر بن الخطاب قال: أدنوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا، وإياكم وأخلاق الأعاجم، وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة تدخل الحمام إلا بمئزر إلا من سقم، فإن عائشة حدثتني أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال وهو على فراشي: "أيّما امْرَأَة مؤمنةٍ وَضَعت خِمارَها على غير بيتها، هَتَكَتِ الحجابَ بينها وبين ربِّها عَزَّ وجَلّ".
وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلاً. فدفنت وصلّى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عَبْد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن مُحَمَّد بن أبي بكر، وعَبْد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر، وعَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي بكر. ولما توفي النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كان عُمرها ثمان عشرة سنة. أخرجها الثلاثة. عائشة بِنْت جرير بن عَمْرو بن عَبْد رِزاح، زَوْجَة أبي المنذر السلمي، من بني سلمة من الأنصار. وأبو المنذر بدريّ مات في خلافة عُمر رضي الله عنه، واسمه: يزيد بن عامر بن حديدة. بايعت عائشة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. عائشة بِنْت الحَارِث بن خالد بن صخر القُرَشِيَّة التيمية. ولدت هي وأختاها فاطِمَة وزينب بأرض الحبشة، ولما عادوا من أرض الحبشة شربوا ماءً فهلكوا منه، فماتت عائشة وأختها زينب وأمها ريطة، وأخوهما موسى من ذلك الماء، ونجت أختهم فاطِمَة. قاله ابن إسحاق. أخرجها أبو عُمر، و أبو موسى. عائشة بِنْت أبي سُفْيان بن الحَارِث بن زيد الأنْصارِيَّة الأشهلية، بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. تقدم ذكرها في ترجمة زوجها رفاعة. أخرجها أبو موسى مختصراً. عائشة بِنْت عجرد. روى يحيى بن معين. أن أبا حنيفة الفقيه صاحب الرأي سمع عائشة تقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "أكثر جنود الله تعالى في الأرض الجراد، لا آكُلُهُ ولا أحرِّمه". وقد روى عن أبي حنيفة، عن عُثْمان بن راشد، عن عائشة بِنْت عجرد، عن ابن عباس. وهي من التابعين، ذكرها كثير من العلماء فيهم. أخرجها أبو موسى. عائشة بِنْت عمير بن الحَارِث بن ثعلبة الأنْصارِيَّة، ثم من بني حرام. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. عائشة بِنْت قدامة بن مَظْعون القُرَشِيَّة الجُمَحية، هي وأمها رائطة بِنْت سُفْيان الخزاعية من المبايعات. أخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن أبي العَبَّاس ويونس المعني قالا: حدثنا عَبْد الرَّحْمَن يعني ابن عُثْمان بن إبراهيم بن مُحَمَّد بن حاطب قال: حدثني أبي، عن أمه عائشة قالت: كنت مع أمي رائطة بِنْت سُفْيان ون صلّى الله عليه وسلّم يبايع النساء، ويقول: "أبايعكنَّ على أن لا تشركن بالله شيئاً، ولا تسرقن ولا تزنين، ولا تقتلن أولادكن، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكنَّ وأرجلكنَّ، ولا تعصينني في معروف". قالت: فأطرقن. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "قُلْنَ نعم فيما استَطَعْتُنَّ" فكنَّ يقلن، وأقول معهنّ، وأمي تلقنني: قولي أي بنية له: نعم فيما استطعت. فكنت أقول كما يقلن. أخرجه الثلاثة. عبادة بِنْت أبي نائلة بن سلامة بن وَقش بن زُغْبة بن زَعُوراء. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. عتبة بِنْت زُرارة بن عُدَس الأنْصارِيَّة. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. العجماء الأنْصارِيَّة، خالة أبي أمامة بن سَهل بن حُنيف. روى سعيد بن أبي هلال، عن مروان بن عُثْمان، عن أبي أمامة، عن خالته العجماء قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: "الشيخ والشيخة إذا زَنَيا فارجموهما البتَّة، بما قضَيا من اللذة". أخرجها ابن منده وأبو نعيم. عجوز من بني نمير. روى عنها أبو السليل أنها رَمَقت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلي بالأبطح، تجاه البيت قبل الهجرة، قالت: فسمعته يقول: "اللهمَّ، اغفر لي ذَنبي، خطَئي وجَهْلي". وقد تقدم في العين في عجوز بن نمير أتم من هذا.
عذبة بِنْت سعد بن خليفة بن الأشرف الأنْصارِيَّة، من بني طريف بن الخزرج بن ساعدة، وهي أم سعيد بن سعد. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. عزّة الأشجعيّة، مولاة أبي حازم من فوق. روى أشعث بن سوار، عن منصور، عن أبي حازم، عن مولاته عَزَّة قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "ويْلَكُنَّ من الأحمَرَيْن: الذهب والزعفران". أخرجها الثلاثة. عزَّة بِنْت الحَارِث، أخت ميمونة ولُبَابَة ابِنْتي الحَارِث. تقدم نسبها. أخرجها أبو عُمر مختصراً، قال: ولم أر أحداً ذكرها من الصحابة، وأظنها لم تدرك الإسلام. بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده عن ابن أبي عاصم: حدثنا دحيم، حدثنا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عطاء بن مَسْعود الكعبي، عن عمته عزة بِنْت خابل: أخبرته أنها خرجت حتى قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فبايعا على: "أن لا تَزنين، ولا تسرقين، ولا تؤذين فتبدين أو تُخفين".قالت عزّة: فأما الإيذاء فقد كنت عرفته وعلمته، وهو قتل الولد، وأما المُخفَى فلم أسأل عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يخبرني به، وقد وقع في نفسي أنه إفساد الولد، فوالله لا أفسد لي ولداً أبداً، فلم تفسد لها ولداً حتى ماتت. يعني الغيل. أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عُمر قال: عزة بِنْت كامل بالكاف، وقد ذكرها مسلم: خابل بالخاء، كما ذكرها ابن منده وأبو نعيم، وهو الصواب. عزة بِنْت أبي سُفْيان بن صخر بن حرب بن أميَّة القُرَشِيَّة الاموِيَّة، أخت أم حبيبة ومُعاوِيَة. روى الليث، عن يزيد بن أبي حبيب: أن مُحَمَّد بن مسلم هو الزهري كتب يذكر أن عروة حدثه: أن زينب بِنْت أبي سلمة حدثته: أن أم حبيبة حدثتها أنها قالت: يا رسول الله، انكح أختي عزة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أتحبين ذلك?" قالت: نعم، لست لك بمُخلية، وأحب من شَركني أختي. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "فإن تلك لا تحل لي". وقيل: اسمها دُرَّة. وقيل: حمنة. وقد ذكرناها. أخرجها أبو عُمر، وأبو موسى. عصمة بِنْت حبان بن صخر بن خنساء الأنْصارِيَّة، ثم من بني حرام. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. عفراء بِنْت السكن بن رافع بن مُعاوِيَة بن عُبَيْد بن الأبجر، أم سعد بن زرارة الأنْصارِيَّة الخزرجية ثم النجارية. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. عفراء بِنْت عُبَيْد بن ثعلبة بن سواد بن غنم بن مالك بن النجار الأنْصارِيَّة، أم مُعاذ ومعوّذ وعَوْف، وبها تعرف أولادها، وكلهم من الأنصار. قال ابن الكلبي: قتل مُعاذ ومعوذ يومئذٍ يعني يوم بدر فجاءت أمهما إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت لعَوْف ابنها: يا رسول الله، هذا شرّ بنيّ. فقال: "لا. ولم يُعقّب مُعاذ ومعوّذ، وإنما الولد لعَوْف". وقال غير الكلبي: إن مُعاذاً لم يقتل يوم بدر على ما ذكرناه في اسمه، والله أعلم. وبايعت أمه النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. عقرب بِنْت سلامة بن وَقْش بن زُغْبة بن زَعوراء بن عَبْد الأشهل الأنْصارِيَّة الأشهلية. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. عقرب بِنْت مُعاذ بن النعمان بن امرئ القَيْس بن زيد بن عَبْد الأشهل، وهي أم رافع بن يزيد الأشهلي، ويزيد وثابت ابني قَيْس بن الخطيم. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. عقيلة بِنْت عُبَيْد بن الحَارِث العُتْوارية. كانت من المهاجرات والمبايعات مدنية روت عنها ابِنْتها حجة بِنْت قريط. وقيل: حجية بِنْت قرطة. وروى عن ابِنْتها حجية: زيد بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي سلامة وقيل: ابن سلامة وهي أمه. أوردها البخاري والطبراني بالعين المهملة والقاف، وأوردها ابن منده بالعين المعجمة والفاء. أخرجها ها هنا أبو نعيم، وأبو عُمر، وأبو موسى. عكناء أو عكثاء بِنْت أبي صفرة، أخت المهلب بن أبي صفرة. روى هشام بن سُفْيان، عن عُبَيْد الله بن عَبْد الله، عن أبي الشعثاء قال: قالت عكناء أو عكثاء بِنْت أبي صفرة، أخت المهلب: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بصوم عاشوراء، يوم العاشر من المحرّم. قال: وسألته عن أبي الشعثاء، قال: "شيخ مجهول"، وليس هو جابر بن زيد. أخرجها ابن منده وأبو نعيم. عُلاثة. أوردها جعفر المستغفري هكذا عن الخليل بن أحمد، عن مُحَمَّد بن إسحاق، عن قتيبة عن يعقوب بن عَبْد الرَّحْمَن، عن أبي حازم بن دينار، أن رجالاً أتوا سهل بن سعد، وقد أمتروا في المنبر: مم عوده? فسألوه عن ذلك، فقال: والله إني لا أعرف مم هو، ولقد رأيته أول يوم وضع، وأول يوم جلس عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أرسل إلى علاثة امْرَأَة قد سماها سهل بن سعد :"أن مري غلامك النجّار أن يعمل لي أعواداً أجلس عليها إذا كلَّمتُ الناس". أورده جعفر في حرف العين، وقد صحفه هو أو شيخه الخليل، فإن مُحَمَّد بن إسحاق ومن فوقه أحفظ. من أن يخفى عليها هذا، إنما هو: أرسل رسول الله إلى فلانة، امْرَأَة لم يعرف اسمها، فصحف فلانة بعلاثة. أخرجه أبو موسى، وأمثال هذا لو أضرب أبو موسى عنه لكان أحسن من ذكره، فإن التصحيف كثير، فإن كان كل تصحيف وغلط يذكر، فقد فاته أضعاف ما ذكر، ولولا الإقتداء به لما ذكرناه. عُلية بِنْت شريح الحضرمي، أخت السائب بن يزيد ابن أخت التمر. وهي أخت مخرمة بن شريح، الذي ذكر عند النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: "ذاك رجلٌ لا يتوَسَّدُ القرآن". أخرجها أبو عُمر. عُليّة: بضم العين، وفتح اللام، وتشديد الياء تحتها نقطتان. عَمَارَة بِنْت حمزة بن عَبْد المُطَّلِب القُرَشِيَّة الهاشمية، ابنة عم النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. روى الواقدي، عن أم حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كانت عَمَارَة بِنْت حمزة بن عَبْد المُطَّلِب وأمها سَلْمَى بِنْت عميس بمَكَّة، فلما قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مَكَّة في عُمرة القضية، كلّم عليّ بن أبي طالب النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: علام نترك بِنْت عمنا بين ظهراني المشركين? فلم ينهه النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم عن إخراجها، فخرج بها، فتكلم زيد بن حارثة وكان وصيّ حمزة، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين فقال: أنا أحق بابنة أخي. وقال جعفر: أنا أحق بها، فإن خالتها عندي... وذكر الحديث. وقال الخطيب أبو بكر: انفرد الواقدي بتسمية عَمَارَة في هذا الحديث، وسماها غيره أمامة، وذكر غير واحد من العلماء أن حمزة كان له ابن اسمه عَمَارَة، وهو الصواب. أخرجها أبو موسى. عُمرة الأشهلية، غير منسوبة. حديثها قالت: أتانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فصلى في مسجدنا الظهر والعصر، وكان صائماً، فلما غربت الشمس وأذن المؤذن أتوه بفِطرِه شِواء كتف وذراع، فجعل ينهسها بأسنانه، ثم أقام المؤذن فمسح يده بخرقة، ثم قام فصلى، ولم يمس ماء. أخرجها ابن منده، وأبو نعيم.
|